ما العقبات التي تواجه العرب والمسلمون في بولندا؟

فجأة بدت بولندا كدولة في صدارة الأخبار بعد تدفق الملايين من اللاجئين إليها إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، وبعد أن كانت تواجه تجاهلا من قبل الولايات المتحدة وحتى الاتحاد الأوربي أصبحت بولندا مركز الاهتمام للجانبين، فالزيارات الأمريكية والأوروبية لا تنقطع والتواصل مع مسؤوليها دائم والاهتمام بها في تزايد.
وأظهرت الحرب في أوكرانيا أهمية بولندا كدولة أوروبية وعضو في حلف الناتو، إذ تتحمل نيابة عن أوروبا العبء الإنساني والاقتصادي الأكبر للحرب، كذلك أصبحت حائط الصد الأول للناتو في مواجهة روسيا.
وأوضحت بيانات حديثة لحرس الحدود البولندي، 9 من يونيو/حزيران 2022، أن عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى بولندا، عبر الحدود، وصل إلى 3.93 مليون شخص منذ 24 فبراير/شباط 2022.
وتشمل الأرقام عددا من العرب والمسلمين الذين كانوا يقيمون في أوكرانيا سواء بشكل دائم أو بصفة مؤقتة لأغراض الدراسة والعمل.
ويمثل المجتمعان العربي والإسلامي نسبة قليلة جدا من سكان بولندا ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المسلمين في بولندا، لأن الحكومة لا تستلزم في الإحصائيات ديانات سكانها.
لكن تقديرات معهد “بروكنجز” الأمريكي تشير إلى أن عدد المسلمين في بولندا قرابة الخمسين ألف، أي ما يعادل نحو 0.13 في المئة من عدد سكان بولندا البالغ 38 مليون نسمة.
وأجرى موقع “بولندا بالعربي”، في يوليو/تموز 2019، استطلاعا للرأي حول مدى إتقان المجتمع العربي في بولندا للغة.
وأظهرت نتائج استبيان الرأي التي شملت قرابة ألف مشارك، على صفحة فيسبوك الخاصة بالموقع، أن 27 في المئة فقط من المشاركين قالوا إنهم يتقنون اللغة البولندية، بينما أشار 73 في المئة إلى أنهم لم يتقنوا اللغة بعد.
وعلى الرغب من أن الاستطلاع لا يعد مؤشرا علميا، لكنه يشير بدرجة ما إلى مدى إتقان اللغة بين أفراد المجتمع العربي المقيم في بولندا.
وتُعد بولندا وجهة لعدد من الطلاب العرب نتيجة انخفاض تكاليف الدراسة بها مقارنة بدول أوروبية أخرى، كذلك تعتبر جهة جاذبة لعدد من رجال الأعمال الراغبين في بدء مشاريع استثمارية لا تتطلب رأس مال كبير.
ووفقا لعدد من استطلاعات الرأي أجريت في بولندا فإن كثيرا من البولنديين أعربوا عن اعتقاد خاطئ بأن “كل مسلم هو عربي والعكس صحيح”.